سورة غافر - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (غافر)


        


يوم الآزفة: يوم القيامة، ومعنى الآزفة: القريبة. الحناجر: جمع حنجرة، الحلقوم. كاظمين: ممسكين، محزونين. حميم: صديق. خائنة الأعين: الأعين التي تزوغ وتنظر بخبث. وما تخفي الصدور: ما تكتمه الضمائر. من واق: من حافظ.
أنذِر أيها الرسول مشركي قومك عذابَ يوم القيامة وهوله، حين تصير القلوب عند الحناجر من شدة الخوف. يومئذ ليس لهم صديق ينفعهم، ولا شفيع تُقبل شفاعته لهم، والله تعالى لا يخفى عليه شيء، يعلم النظرة الخائنة، والسرَّ المستور الذي تخفيه الصدور. وهو تعالى يقضي بالعدل والحق، فلا يظلم احداً ولا ينسى شيئاً، والآلهة المزعومة لا يستطيعون عمل شيء، {إِنَّ الله هُوَ السميع البصير}.
ألم يسافر المشركون في الأرض، فيروا كيف كان مآل الأمم الماضية!! كانوا أشدّ منهم قوة وتركوا آثاراً عظيمة في الأرض، فاستأصلهم الله بذنوبهم.
{وَمَا كَانَ لَهُم مِّنَ الله مِن وَاقٍ}
لم يكن لهم من ينصرهم ويحفظهم من عذاب الله.
وقد تكرر هذا المعنى في أكثر من آية، ولكن بأسلوب مختلف.
ولقد نزل بهم ذلك العذاب لأنهم كذّبوا رسُلهم وجحدوا آيات الله {فَأَخَذَهُمُ الله إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ العقاب}
قراءات:
قرأ نافع وهشام: {والذين تدعون} بالتاء. والباقون: {يدعون} بالياء.


سلطان مبين: حجة واضحة. هامان: وزير فرعون. قارون: من أغنى الأغنياء في ذلك الزمان. اني عُذت بربي: اني التجأت اليه. رجل مؤمن من آل فرعون: يقال إنه ابن عم فرعون. المسرف: الذي تجاوز الحد في المعاصي. ظاهرين: غالبين. ما أريكم الا ما أرى: ما أعلّمكم الا ما أعلم من الصواب.
لقد تقدمتْ قصةُ موسى أكثر من مرة، ذُكر هامان وقارون كل منهما ست مرات، وهذه آخر سورة يُذكران فيها. والجديد في قصة موسى هنا هو ذِكر الرجل الؤمن من آل فرعون. فإن الله تعالى لما أرسل موسى إلى فرعون وهامان وقارون كذّبوه وقالوا ساحر مبالغ في الكذب. ولمّا أعيت فرعونَ الحيلة ولم يستطع ان يأتي بحجة ضد موسى- صال لقومه: دعوني أقتلُ موسى، وليدعُ ربه لينقذه، فاني أخاف عليكم ان يغير دينكم {أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الأرض الفساد} فقال موسى لفرعون وملئه: إني تحصنت والتجأتُ إلى ربي ولا اخاف منكم احدا.
وهنا يتدخل الرجل المؤمن من آل فرعون فيما لا يعرفُ أحدٌ أنه آمن، فيقول: اتقتلون رجلاً لأنه يقول إن الهي الله!! ولقد جاءكم بالأدلة الواضحة من رب العباد، وأفحمكم بالحجة القاطعة وعجزتم عن اقناعه!
{وَإِن يَكُ كَاذِباً فَعَلَيْهِ كَذِبُهُ} وما عليكم من تبعته شيء.
{وَإِن يَكُ صَادِقاً يُصِبْكُمْ بَعْضُ الذي يَعِدُكُمْ إِنَّ الله لاَ يَهْدِي مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ كَذَّابٌ}.
ثم أضاف يقول: يا قومي، ان الملك لكم اليوم وانتم ظاهرون في ارض مصر، فمن ينقذنا من عذاب الله ان جاءنا!؟
فلم يلتفت فرعون اليه، وقال لقومه: {مَآ أُرِيكُمْ إِلاَّ مَآ أرى وَمَآ أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرشاد} واستمر على عناده وكفره.


ثم يتابع الرجل الؤمن من آل فرعون كلامه ويقول: يا قومِ، اني أخشى عليكم يوماً مثل يوم الأحزاب الذين تحزَّبوا على أنبيائهم من الأمم الماضية مثل قوم نوحٍ وعادٍ وثمودَ، وكل من جاء بعدهم من المعاندين الجاحدين، ولا اقول لكم هذا غلا خوفاً عليكم من أن يصيبكم ما اصاب هؤلاء الأولين من الهلاك، يوم تولّون مدْبِرين من عذاب النار فلا يكون لكم من الله مانع يمنعكم {وَمَن يُضْلِلِ الله فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ} يهديه أو يرشده.
ولقد جاء يوسفُ من قبل بالأدلَّة الواضحة، فما زلتم في شكٍ مما أتاكم به، حتى إذا مات قلتم لن يرسلَ الله من بعدِ يوسفَ رسولا {كَذَلِكَ يُضِلُّ الله مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُّرْتَابٌ}.
ثم بين الله هؤلاء المسرفين المرتابين فقال: {الذين يُجَادِلُونَ في آيَاتِ الله بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ} فهم يجادلون في آيات الله بغير حجة ولا برهان.
{كَبُرَ مَقْتاً عِندَ الله وَعِندَ الذين آمَنُواْ} ان يجادلوا بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير.
{كَذَلِكَ يَطْبَعُ الله على كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ}.
كما يطبع الله على قلوب المسرفين المرتابين فهو يطبعُ على قلوب جميع المتكبرين الجبارين.
قراءات:
قرأ عاصم وحمزة والكسائي ويعقوب: {او ان يظهر}، والباقون: {وان يظهر}. وقرأ حفص ونافع ويعقوب وأبو عمرو: {يُظهر الفسادَ} بضم الياء ونصب الدال. والباقون: {يَظهر الفسادُ} بفتح الياء، وبضم الدال.

1 | 2 | 3 | 4 | 5